حرب نفسية أم نوايا خفية.. ما الذي يخطط له انصار التيار الصدري؟

02/07/2022
2436

ايرث نيوز/ اثارت منشورات لقياديين بارزين في التيار الصدري تساؤلات عديدة عن الخطوة التي يروم انصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القيام بها قبيل تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال مدير مكتب الشهيد الصدر في بغداد ابراهيم الجابري في منشور له على موقع الفيسبوك “كونوا على اتم الجهوزية” فيما كتب مسؤول سرايا السلام ابو دعاء العيساوي منشورا قال فيه “يا الله” فقط وذلك بعد تغريدة الجهوزية للجابري.

وكان اعضاء الكتلة الصدرية وبتوجيه من الصدر قدموا استقالة جماعية من مجلس النواب بعد عدم تمكن زعيم التيار من تحقيق الاغلبية لتشكيل الحكومة في ظل ولادة الثلث المعارض لمشروعه، والمنادي بحكومة التوافق وضمان حقوق المكون الاكبر.

وحول هذا الأمر، يؤكد المحلل السياسي اياد العنبر لوكالة ايرث نيوز، ان “أصل الموضوع هو تصعيد وتحشيد اعلامي اكثر مما هو واقعي، حيث انه لغاية اللحظة لم يتم تشكيل حكومة ولم تبرز ملامح الاتفاق السياسي على حكومة واضحة ويبدو ان الصدريين يريدون ان يبعثوا رسائل الى الشارع والى القوى السياسية الأخرى بانهم متربصين وينتظرون، ولا يعني غيابهم عن مجلس النواب غيابهم عن الحراك السياسي والعملية السياسية بصورة عامة”.

ويضيف ان “هذه الرسائل والتغريدات التي تخرج باوقات معينة فهي لغرض اثبات وجود التيار الصدري وانه ما زال مؤثرا في الساحة”، مستدركا انه “بشكل عام فان قضية الخروج بتظاهرات او التحشيد لها غير ممكنة الان”.

ويشير العنبر الى أن “فرضية التظاهرات قد تكون مستبعدة وهي تتعلق بالرغبة في اجراء انتخابات مبكرة وذلك وفق ما قاله الصدر في خطابه الاخير، انه حتى بعد استقالة نوابه فانه لا يمكن المشاركة او البقاء في نفس القوى الذي اسماها بالفاسدين”.

وكشف صالح محمد العراقي، المعروف بـ “وزير” زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، امس الجمعة، 10 أسباب جديدة دفعت الأخير للإنسحاب من العملية السياسية ابرزها رفض ترشيح جعفر الصدر لمنصب رئاسة الوزراء، فيما قال “لعل البعض يتوهم ان قرار انسحابه هو تسليم العراق للفاســدين والتوافقيين، كلا، بل هو تسليم لارادة الشعب ولقراره، وان غداً لناظره قريب”.

ويقول المحلل السياسي المقرب من التيار الصدري مناف الموسوي ان “خروج التيار الصدري من العملية السياسية فانها اصبحت في مواجهة مباشرة مع الجماهير والاغلبية الصامتة الرافضة للحكومة التوافقية وللمحاصصة “.

ويشير الموسوي الى ان “المحفزات موجودة لعودة الجماهير الى الشارع بسبب تأخير تشكيل الحكومة خصوصا في ظل اصرار بعض الكتل على تشكيل حكومة توافقية اضافة الى عوامل عديدة منها ارتفاع درجات الحرارة وشحة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي اضافة الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية والبطالة الكبيرة”.

ويضيف ان “التيار الصدري سيكون مشاركاً فاعلاً في هذه التظاهرات او الاحتجاجات القادمة باعتباره هو يريد ان ينفذ مشروعه الخاص بالاغلبية من خلال الخيار الشعبي بعد ان لم يستطع تنفيذه من خلال العمليه السياسية”.

في حين يرى المحلل السياسي المقرب من الاطار التنسيقي ان “غالبية هذه الصفحات ليست تابعة للتيار الصدري وانما لجهات مغرضة ومعروفة ‏ ولا توجد أي إشارات من زعيم التيار الصدري مقتدى تدل على انه سيحرك التظاهرات”.

ويضيف الخزعلي خلال حديثه لوكالة ايرث نيوز ،”سيمنح الصدر الكتل فرصة لتشكيل حكومة وتطبيق البرنامج الحكومي ويكون هو مراقب ‏للأداء ويشكل مقاومة شعبية وضغط شعبي على الكتل من اجل تصحيح المسار السياسي و الاقتصادي”.

ويشير الى ان “الصدر قدم تضحية ‏بانسحابه من العملية السياسية من اجل انهاء حالة الانسداد”، مؤكدا أن “التيار الصدري سوف ‏يشكل معارضة شعبية تراقب وتحصد ‏وتعطي مهلة للكتل السياسية من اجل ‏تحسين الوضع السياسي والاقتصادي في البلد ‏ولن تذهب الامور باتجاه إحداث فوضى ‏كما على الكتل السياسية أن تعي ‏حرج هذه المرحلة وان يتم ‏تشكيل الحكومة بشكل سلس ‏وأن تقدم الخدمات للمواطن العراقي”.

وتشهد عملية تشكيل الحكومة تعقيدات كبيرة خاصة بعد انسحاب التيار الصدري الذي توقع مراقبون ذهابهم نحو التظاهرات واسقاط الحكومة في حال تشكيلها، حيث مر على الانتخابات المبكرة نحو 9 اشهر ولغاية اللحظة لم نشهد اختيار رئيس الجمهورية.