“التراخي” يعصف بكركوك.. كيف تحسم معركة المحافظة مع داعش؟
إيرث نيوز/
تثير هجمات داعش الإرهابي، الحديث مجددا حول ما يجري في المناطق الساخنة، وفيما رمى متخصصون باللائمة على “تراخي” القوات الماسكة للأرض وخاصة في كركوك، طالبوا بإجراء تغييرات للقيادات هناك لمنع استمرار هذه الخروق، وسط تشديدهم على أن الحرب الحالية هي “استخبارية” ويجب تكثيف الجهود بهذا الأمر.
وقال الخبير الأمني عدنان الكناني لوكالة “ايرث نيوز”، إان “تكرار الخروق الأمنية في محافظة كركوك، وخصوصاً ببعض مناطق هذه المحافظة بشكل متكرر يؤكد وجود خلل في الخطط الأمنية الموضوعة، وكذلك القيادات العسكرية المسؤولة عن مسك الأرض هناك”.
وحذر الكناني من أن “تنظيم داعش يستغل أي ثغرة أمنية ممكن ان تسمح له بالتحرك لشن الهجمات، كما هو يعتمد على أمر مهم وهو تراخي القوات الماسكة للأرض بسبب الاستقرار في تلك المناطق لفترة طويلة، وهو ما يسبب هذا التراخي، وهذا الامر يعتمد عليه بشكل كلي إرهابي داعش”.
وأضاف أن “تكرار الخروق في بعض مناطق محافظة كركوك، يتطلب إعادة الخطط الأمنية والعسكرية، كما يؤكد على الحاجة الى تجديد الدماء للقيادات الأمنية والعسكرية الماسكة للأرض هناك، فلا يمكن بقاء هذه القيادات مع استمرار هذه الخروقات”.
وشهدت محافظة كركوك فجر السبت، هجوما نفذه عناصر داعش الإرهابي، بأسلحة كاتمة للصوت على نقطة للجيش ضمن قضاء الدبس في المحافظة، ما أسفر عن استشهاد أربعة جنود، بينما أقدم عناصر داعش على سرقة أسلحة الجنود وهواتفهم النقالة وأجهزة النداء الخاصة بهم.
وعلى خلفية الهجوم، أمر قائد المقر المتقدم للعمليات المشتركة في كركوك الفريق الركن علي الفريجي بتوقيف آمر لواء وضابط استخبارات، متهما إياهما بالإهمال.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن الأخير اتصل بوزير الدفاع وتابع تفاصيل الرد والإجراءات الفورية إزاء الاعتداء الإرهابي في كركوك، مبينا أن السوداني وجه “بإدامة زخم المواجهة وملاحقة مرتكبي الجريمة”.
وتعاني أقضية محافظة كركوك من هجمات مستمرة منذ أكثر من عام، وكانت الفرقة الخامسة/ شرطة اتحادية، الماسكة للأرض في بعض الأقضية، هي الاكثر تعرضا للهجمات، واكثر فرقة منيت بخسائر بشرية كبيرة.
من جهته، بين الخبير العسكري أعياد الطوفان لوكالة “ايرث نيوز”، أن “تنظيم داعش الإرهابي دائما ما يحاول اثارة الرأي العام من خلال هكذا عمليات غادرة على بعض النقاط العسكرية، حتى يوصل رسائل بانه مازال موجودا على الأرض ويشكل تهديدا للأمن والاستقرار”.
وأكد الطوفان أن “تنظيم داعش لا يستطيع السيطرة على أي شبر من الأراضي العراقية، كما فعل ذلك سابقاً ولهذا هو يعتمد على عمليات الغدر وعمليات الكر والفر، وإيقاف هكذا عمليات تتطلب جهد استخباراتي يعمل على منع الدواعش من أي تحرك في تلك المناطق، التي تعتبر حواضن له سواء الجبلية او غيرها”.
وشدد الخبير العسكري، أن “الجهات الأمنية المختصة عليها تكثيف الجهد الاستخباراتي، وتنويع مصادر المعلومات، والاعتماد بشكل أساسي على المعلومة من قبل الأهالي، فالحرب الحالية مع تنظيم داعش هي استخباراتية اكثر مما هي عسكرية كما كانت سابقاً اثناء تحرير المدن”.
يذكر أن رئيس اللجنة الأمنية العليا، محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري شدد، على ضرورة انتشار القوات الأمنية في كامل الحدود الإدارية للمحافظة، لملء الفراغات مع المحافظات المحاذية، منعا لتسلل الإرهابيين إلى كركوك.
ووصل وفد عسكري رفيع يضم رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة، إلى موقع الهجوم للاطلاع على حيثياته، مع التوجيه بفتح تحقيق لمعرفة ملابساته.