كيف نسخّر قدرات الذكاء الاصطناعي لعلاج الإدمان على المخدرات؟

تعمل المخدرات؛ مثل الهيروين والفنتانيل والمورفين، على تنشيط مستقبلات الأفيون في الدماغ، ما يُعطي شعورا مؤقتا بالسعادة ويقلل الألم، ولكنها في الوقت نفسه تؤدي إلى مخاطر صحية لا يستهان بها، فتسبب صعوبة في الحركة وتقلل من معدل التنفس، ما يؤدي أحيانا إلى الوفاة.

وأثبتت دراسات صحية سابقة إمكانية علاج تعاطي المواد المخدرة، من خلال تثبيط عمل مستقبلات الأفيون في الدماغ باستخدام أدوية صادة.

وأشارت الباحثة سالاس إسترادا، المشاركة في الدراسة، إلى أن محاولة المدمن الإقلاع عن التعاطي، تجعله عرضة لأعراض انسحاب ناتجة عن إيقاف (الجوائز) الهرمونية الدماغية الناتجة عن تعاطي الأفيون على المدى الطويل، ما يعيد تركيب عمل الدماغ ليصبح في حاجة مستمرة للمخدرات.

وعن جدوى الطريقة العلاجية؛ قالت إسترادا، إن “أدوية صد مستقبلات الأفيون عند الحيوانات ساعدتهم على تجاوز مرحلة الانسحاب وتقليل الحاجة للتعاطي”؛ وفقا لموقع ميديكال إكسبريس.⭕

وتفيد تقنية الذكاء الاصطناعي في تقليل الوقت والتكلفة اللازمين لإيجاد الأدوية المناسبة، بعد فحص مليارات المركّبات الكيميائية، والبحث عن أنماط محددة بمساعدة تعلم الآلة.

وتستخرج النماذج الحاسوبية المتقدمة المعلومات اللازمة بسرعة من قواعد البيانات الكيميائية، ما يسمح بتصميم أدوية جديدة تماما.

ودرب الباحثون نموذجا حاسوبيا على إيجاد المواد الكيميائية القادرة على صد المستقبلات من خلال خوارزمية تعلم معزز، ما ساعد في تحديد مركّبات عديدة تمتاز بمواصفات واعدة في علاج تعاطي المخدرات الأفيونية.

ويعمل الباحثون على إدراج المواد المُكتشفة في صناعة الأدوية واختبارها على الحيوانات للتأكد من أمانها وفعاليتها، ما يمهد الطريق لاستخدامها في علاج المرضى من البشر.

وتعتزم إسترادا عرض نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي لجمعية الفيزياء الحيوية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، في 20 فبراير/شباط 2023.