تغيير القيادات الأمنية.. هل يسعى السوداني لتعزيز نفوذه أم محاولة لكسر الفشل الحكومي؟
ايرث نيوز / سيف مجيد
بدأ القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بحملة تغيير شملت القيادات الامنية والتي اثارت تساؤلات عديدة حول شروع السوداني نحو تعزيز نفوذه في هذه المؤسسة المهمة والتي تمثل عصب الدولة ام انها جاءت لكسر الفشل الحكومي المتعاقب منذ العام 2003 كما يرى المحلل السياسي غالب الدعمي.
ويقول الدعمي لوكالة ايرث نيوز، ان “التغييرات التي تجريها الحكومة هي ايجابية حتى لو كانت بعضها فيها جنبة سياسية”.
ويضيف الدعمي، “ولكن حتى نرفع اي عذر للحكومة في حال فشلها في الملفات الادارية ومكافحة الفساد والجانب الامني وفضلا عن ان بعض المناصب مضى على ادارتها من قبل الاشخاص نفسهم سنوات طويلة فلابد من التغيير” مشيرا الى ان “تغيير الوجوه هو لصالح العملية الادارية”.
ويتابع الدعمي “لا سيما ونحن نقول ان هناك فشل في ادارة الدولة فهذا الفشل يفترض ان يبدأ بتغيير المفاصل التي كانت تدير الدولة حتى ننتهي من ذلك الفشل الذي استمر منذ العام 2003 لغاية اليوم”.
هذا واجرى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، جملة تغييرات طالت العديد من المسؤولين منذ فترة وجيزة حيث أجرى تغييرات داخل القيادات الأمنية العليا في البلاد، ومنهم القائد السابق لشرطة محافظة الانبار الفريق هادي رزيج كسار اضافة الى المدير السابق لمديرية استخبارات الانبار ايضا اللواء رايد أحمد الفارس، وكذلك تعيين أبو علي البصري رئيساً لجهاز الأمن الوطني وإنهاء تكليف حميد الشطري من وكالة جهاز الأمن الوطني واستبداله بأحمد الطيار، وايضا إنهاء تكليف فالح العيساوي الوكيل الثاني لجهاز الأمن الوطني واستبداله بمثنى العبيدي، وإنهاء تكليف ماجد الدليمي من جهاز المخابرات واستبداله بوقاص محمد، اضافة الى نقل حميد الشطري وماجد الدليمي إلى مستشارية الأمن القومي.
وقال المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، إنه عملاً بالبرنامج الحكومي وأولوياته المتعلقة بإلاصلاح الإداري للمؤسسات الأمنية، أصدر القائد العام للقوات المسلّحة محمد شياع السوداني، أوامر بتغييرات في بعض المواقع الأمنية، فيما بين ان هذه الخطوة تأتي بعد دراسة مستفيضة لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف مناطق البلاد، ولمقتضيات المصلحة العامة، التي تتطلب العمل وفق رؤية مهنية بقيادات أمنية جديدة تتسم بالكفاءة.
الى ذلك يرى الخبير العسكري عبد الكريم خلف ان “التغييرات التي قام بها القائد العام للقوات المسلحة ايجابية وفي محلها خاصة وان موضوع الامن يرتبط بقراءة نوايا الخصم كما ان الامن في العراق مستقر الان ولكنه يحتاج الى عقليات تمتلك المبادرة والتفكير في اعاقة العدو في مراحل مبكرة جدا”.
واضاف “لا يمكن وفقا للمفهوم الامني ان تستمر القيادات الامنية في مواقعها لاكثر من اربع سنوات بل يجب تدويرها او اعطاء فرص لقيادات شابة يجري تأهيلها كما انها يجب ان تولد من داخل هذه القيادات ولا يجب ان نقف عند حدود الاسماء او المحاصصة او من يقوم بادارة ملف لعشر سنوات او عقد او عقدين من الزمن، وبالتالي يصيب هذه الاجهزة الجمود وهذا ينعكس سلبا على الاداء في مؤسسات امنية مثل هذه المؤسسات كجهاز الامن الوطني والاستخبارات والمخابرات والتي هي عمود للدولة وخط الدفاع الاول الذي يديم عملية الاستقرار الامني”.
هذا ولفت المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمري إلى ان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني يعتمد معايير مشددة في النزاهة والخبرة المتراكمة والاستقلالية عن العمل السياسي كأساس في أختيار القيادات الأمنية في مفاصل الوزارات الأمنية وجهازي الأمن الوطني والمخابرات والقيادات الأمنية في المحافظات العراقية، فيما بين ان فرض الأمن ومكافحة الإرهاب يتطلب استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد ، تتضمن تحليلًا دقيقًا للتهديدات الأمنية، وتعزيز التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة، وتعزيز القدرات الاستخباراتية والمراقبة في المحافظات وضخ دماء جديدة في مفاصل الوزارات الأمنية.
ويرى المحلل السياسي عماد المسافر ان “هذه التغييرات تعتبر احد اولويات البرنامج الحكومي المتعلق بالاصلاح الاداري للمؤسسات الامنية لهذا اصدر القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني اوامر تغيير بعض المواقع الامنية”.
ويضيف المسافر ان “هذا بهدف ضغط دماء جديدة واعطاء الفرصة لقيادات اخرى في ادارة الملف الامني وكذلك من اجل رفع كفاءة الاداء للمؤسسات الامنية” لافتا الى ان “حكومة السوداني تركز على انجازات الملف الخدمي لانه هذا يعتبر من اولويات المواطن”.