بعد انقطاع الاتصالات.. الغزيون يواجهون الواقع المرير بـ”السخرية”
ايرث نيوز/ يعاني قطاع غزة من انقطاعات متكررة في الاتصالات والإنترنت بفعل القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق مختلفة في القطاع، الذي دمر في كثير من المناطق البنية التحتية لشبكات الاتصال الخليوي والأرضي والإنترنت.
لكن مساء الجمعة الماضي كان يوماً مختلفاً؛ حيث شهد انقطاعاً كاملاً لجميع شبكات الاتصال والإنترنت عن جميع مناطق قطاع غزة، وهو الانقطاع الذي استمر 36 ساعة.
وعزت شركة الاتصالات الفلسطينية هذا الانقطاع إلى قصف إسرائيلي دمر المسارات الدولية للشبكة في قطاع غزة، ما أدى لتوقف جميع خدمات الاتصالات والإنترنت لمدة 36 ساعة، قبل أن تبدأ الخدمات في العودة تدريجياً.
وتسبب انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في حالة إرباك واسعة أثرت على قدرة الطواقم الطبية والدفاع المدني على التعامل مع البلاغات حول أماكن القصف؛ للتحرك لانتشال جثامين الضحايا أو المصابين.
كما ضاعف انقطاع الاتصالات والإنترنت من قلق الفلسطينيين داخل وخارج قطاع غزة بشأن سلامة ذويهم، حيث غابت جميع وسائل الاتصال للاطمئنان عليهم، خاصة مع استمرار عمليات القصف الواسعة التي يشهدها القطاع.
وهذه أول مرة يشهد فيها قطاع غزة هذا الانقطاع الشامل لخدمات الاتصالات والإنترنت، وهو الذي وصفته صحيفة “الحياة” الفلسطينية بأنه جعل غزة “خارج العصر”.
ورغم المأساة التي سببتها 36 ساعة من العزلة عن العالم، ولأن “شر البلية ما يضحك” استقبل كثير من الفلسطينيين هذه المأساة بالكوميديا السوداء، التي ينفسون بها عن مزيج الغضب والضغط الذي يواجهونه منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ويقول الشاب عمر منصور، الذي استطاع بالكاد أن يحصل على خدمة الإنترنت عبر شريحة هاتف خلوي إسرائيلية كان يقتنيها لـ”إرم نيوز”: “كان الفيسبوك فاضي، وفكرت إن العالم كله إجازة”.

برج للاتصالات في قطاع غزةأ ف ب
ويشيع استخدام خطوط الهواتف الخلوية الإسرائيلية في بعض مناطق قطاع غزة للحصول على خدمات 3G و4G التي لا تسمح بها إسرائيل في غزة، لكن يصعب التقاط إشارة هذه الخطوط في المناطق المكتظة بالبنايات السكنية والبعيدة عن المنطقة الحدودية على طول السياج الحدودي شرق قطاع غزة، وكذلك المناطق الأقل ارتفاعًا عن سطح الأرض.
يضيف الشاب منصور ساخراً: “الحصول على الإنترنت سهل جداً، كنت فقط احتاج لتملك بناية سكنية من خمس طوابق حتى أتمكن من التقاط الإشارة”.
ويقول الشاب محمد أيمن، الذي يمتلك هاتف “آيفون” يتجاوز ثمنه 1500 دولار في قطاع غزة: “فجأة فقدت كل امتيازات وخدمات هذا الجوال.. لكن الحمد لله خدمة استخدام الآلة الحاسبة في الجوال لم تتعطل بعد”.

طفل يلهو بهاتف بعد انقطاع الإنترنت في غزةأ ف ب
أما الشاب عبدالرحيم الطويل والذي نزح مع أسرته لإحدى مدارس الإيواء وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فقد قال: “جلسنا لفترة طويلة لترتيب آلية نستطيع فيها أن نلتقي مع إخوتي وأقاربي في مكان الإيواء دون آلية اتصال”.
ويتابع وهو يسخر بقهر من الأوضاع التي يعيشونها: “أبلغت الجميع بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه، والتجمع في مكان معين على رأس كل ساعة حتى نستطيع اللقاء من حين لآخر ولكي لا نقلق على بعضنا، لحين البحث عن طريقة للتواصل عبر الحمام الزاجل”.