مطالبات بخطة طوارئ.. “مدينة البرتقال” تحتضر
ايرث نيوز/
بات لقب “مدينة البرتقال” الذي يطلق على محافظة ديالى، من الذكريات وما يشبه القصص التي تروى عن زمن مضى، بعد أن فقدت المحافظة نحو 70% من أراضيها الزراعية بسبب شح المياه وتحول المزارعين الى عاطلين عن العمل، وسط مطالبات بحلول حكومية سريعة لإنقاذ الزراعة في المحافظة.
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة حميد النايف في تصريح لوكالة ايرث نيوز إن “محافظة ديالى من المحافظات البستنية فضلا عن ما لديها من محاصيل استراتيجية، لكنها حرمت من الخطة الزراعية الشتوية بسبب تناقص المياه في سد حمرين نتيجة قطع الروافد الإيرانية، ما ادى الى حرمان المحافظة من الخطة الشتوية”.
واضاف “أما ما يخص الخطة الصيفية هناك محاولات لاعادة محافظة ديالى الى الخطة الصيفية، حسب ما وعدتنا وزارة الموارد المائية، وبالتالي ستعاد ديالى الى خطة الزراعة الصيفية بكامل المحاصيل المعدة للزراعة”، مبينا أن “محافظة ديالى هي زراعية لمحاصيل الخضر والفواكه والامور البستنية، فضلا عن محاصيل اخرى ايضا كانت هناك خطة شتوية قدمناها للزراعة ولكن رفضت من قبل وزارة الموارد المائية لقلة الإيرادات المائية”.
وكان رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى رعد التميمي، كشف امس الاحد، ان ديالى مقبلة على كارثة حقيقية ربما تكون الأخطر في تاريخها الحديث بسبب الجفاف الذي يحاصر حاليا مصادر رزق 50% من الايادي العاملة ويدفعها بقوة الى خانة الفقر والبطالة، إذ أن هلاك الاف الدونمات من البساتين ليس بالأمر الهين وتعويضها سيحتاج إلى سنين طويلة.
واشار التميمي أيضا إلى أن أكثر من 10 آلاف فلاح انضموا فعليا الى طوابير العاطلين عن العمل بعد حرمانهم من 3 مواسم.
يذكر أن إيران قطعت المياه المتدفقة إلى سد دربندخان بالكامل، مطلع أيار مايو الماضي، ما أدى لأزمة كبيرة في حوض نهر ديالى الذي انخفضت مناسيبه بنسبة 75 بالمائة، وذلك بحسب تصريحات مسؤولين في المحافظة.
كما أن تركيا تحاول منذ سنوات، استخدام مياه نهري دجلة والفرات، لتوليد الطاقة الكهربائية، فأعلنت عن تشييد عدد من السدود، بدءا من العام 2006، من خلال سد إليسو الذي دخل حيز التشغيل، عام 2018، ما حد من تدفق المياه إلى العراق، وأدى ذلك إلى تفاقم الخوف من النقص الحاد وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات اليومية للزراعة والسكان.
الى ذلك، بين النائب السابق عن محافظة ديالى حسام العزاوي في تصريح لوكالة ايرث نيوز أن “الواقع العام في محافظة ديالى واقع جدا متردي، وهناك اهمال كبير من الحكومة المركزية تجاه الزراعة في محافظة ديالى”.
وتابع انه “بسبب شح المياه فقدت ديالى أكثر من 70 بالمئة من أراضيها الزراعية، التي كانت تغذي المحافظة باكتفاء ذاتي، واليوم هناك الكثير من الفلاحين فقدوا أعمالهم الزراعية ومعيشتهم، وللاسف لا توجد التفاتة من الحكومة المركزية تجاه هذا الواقع، وهناك كثير من الفلاحين تركوا أراضيهم وهاجروا إلى المدينة بحثا عن أعمال اخرى من أجل كسب قوتهم اليومي”.
ولفت إلى أن “الخلل يكمن في أن تتحرك الحكومة المركزية سريعا بحفر الآبار في محافظة ديالى وتجهز كافة الفلاحين من أجل منع الهجرة العكسية، إذ يجب أن يكون هناك تحرك سريع وفاعل من اجل انقاذ الزراعة في محافظة ديالى”.
واستطرد “أصبحت هناك بطالة كبيرة في محافظة ديالى بسبب فقدان الفلاحين لمصادر المياه، وعدم استطاعتهم على زراعة المحاصيل الزراعية المهمة التي تعتبر سلة الغذاء العراقية، لكن الحل يكمن في أن يكون هناك تخصيص مبالغ كبيرة من ميزانية الطوارئ في الحكومة الاتحادية للتحرك العاجل الفاعل في حفر الآبار وتجهيز الفلاحين بالمعدات اللازمة مجانا”.
يشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب، أكد الشهر الماضي، أن ما هو متاح من خزين مائي في سدود العراق، هو خزين متواضع والإيرادات من المياه في فصل الشتاء كانت محدودة، لكنها تكفي لري البساتين والشرب.