الاطفال والاجهزة الالكترونية.. جيل جيد

09/06/2022
2397

عبدالله عطية

نمط الحياة السريع الذي تشهدها الالفية الثالثة واقع لا مفر منه، الحياة باتت بسيط جداً ومشجعة على الكسل، فكل شيء اصبح بالمتناول وبشكل بسيط، وهذا ما يقود مشكلة كبيرة جداً في المجتمعات، فالهواتف النقالة والتواصل الاجتماعي بالاضافة الى الجهل تركيبة خطيرة على المجتمعات سيما تلك التي تشبه مجتمعنا، اي هذا النوع من المجتمعات التي تملك مقاييس فضفاضة ومبرر لكل فعل بغض النظر عن الغرض الذي يؤديه سلباً او ايجاباً.

انا لا انكر ان لكل جيد خصوصيته ونشأته وطريقة تفكيره، الا انه وبطريقة ما هو يتأثر بمن اكبر منه، او المحيطين به، وهناك عوامل وظروف تؤدي غرض منح هذا الجيل او ذاك سمة مميزة عن غيره، مثل الحروب او الكوارث او الاوضاع السياسية .. الخ، لكن المؤثر الاكبر هو المحيط والدائرة التي تحيط بالفرد منذ الاسرة وصولا الى المجتمع، وهذا ما يجهله الاباء والمربين في الوقت الحالي، وما ينبغي على المختصين الوقوف عنده والتأكيد عليه من خلال زيادة الوعي بالطريقة الصحيحة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، ولان المثل الدارج يقول (ما زاد عن حده انقلب ضده) ينبغي التعريف باثار استخدام الاطفال للهواتف بعمر مبكر، وما يتركه على الفرد من اثار جسدية وعقلية، مثل الكسل والخمول والوحدانية وبطيء التعلم وسرعة التأثر وانعدام الشخصية، وعدم المعرفة وحب المظاهر والتقليد الاعمى.

شخصياً لا اتذكر متى اول مرة مسكت الكتاب لأقرأ، لكن ولتاريخ اليوم انا لا استطيع التخلي عن هذا الطقس، حتى وان كانت ادوات عملي هي ادوات واجهزة الكترونية، لكن للكتاب مكانة خاصة عندي، حتى وان لم استطع اقرا حولت التكنولوجيا لصالحي، فانا بدأت اسمع الكتب، بدلا عن قراءتها، كانت انتقاله صعبة، الا انها خطوة جيدة لمواكبة التكنولوجيا، فالكتاب مفيد اكثر من هذه الاجهزة، يزيد الثقافة، يحسن اللغة، ويضيف لطافة على الاسلوب، ويعرف صاحبه قيمة الاشياء، يزيد من وعي صاحبه، ويعلمه معنى ما يقول، ويضفي عليه لمسة من التميز.

ما اريد ايصاله هنا، هو الوعي بمخاطر الاشياء قبل محاسنها، النظر لسلبياتها قبل ايجابياتها، فما اراه في اغلب ابناء الجيل الحالي ينتابني الخوف، مما ينتظرنا في المستقبل، فالجهل سمة غالبة والسطحية وقلة والوعي تشعرك وانك ذاهب الى الهاوية، لذا ومن منطلق الحرص ينبغي الوعي بهذا الشيء والعمل على تصحيحة كي لا نصل الى ما لا يحمد عقباه.